تُعد مضخات الأنسولين المستمرة، المشار إليها باسم "Insulin Pump Therapy"، أحد أهم التطورات التقنية في مجال السكري خلال الخمسين عامًا الماضية. وتم طرح أول مضخات الأنسولين التجارية في السبعينيات، ومع مرور الوقت، انتشر استخدام مضخات الأنسولين على نطاق واسع بعد إجراء دراسات علمية واستقرار تكنولوجيا المضخات.
تتميز مضخات الأنسولين بإدارة الأنسولين تحت الجلد عن طريق المضخة بشكل مستمر على مدار اليوم وحسب الحاجة، وهذا يختلف عن العلاج التقليدي الذي يتطلب الحقن اليومية. وتمكن هذا النظام من الحصول على تحكم أكثر دقة بالسكري والمرونة الكاملة للمريض في العلاج، مع الحد من ارتفاع السكر في الدم والهبوط السكري.
تُظهر العديد من الدراسات التي أجريت في الأعوام الأخيرة أن استخدام مضخات الأنسولين يوفر فوائد متعددة مقارنة بالعلاج التقليدي. يمكن لمرضى السكري الذين يستخدمون مضخات الأنسولين تناول الأنسولين بدقة أكبر، وتخفيف تكرار الحقن وزيادة المرونة في العلاج، وخاصة عند الأكل والأنشطة البدنية والمناسبات الاجتماعية.
و تجب الإشارة إلى أن مضخات الأنسولين الحديثة قد أثبتت بشكل مستمر تحسين تحكم المرضى بمستويات السكر في الدم، وتمثل ذلك في تخفيض متوسط مستويات A1C ، و زيادة الوقت ضمن الهدف Time in range، تقليل التقلبات في مستويات السكر في الدم، وتقليل حدوث حالات انخفاض السكر في الدم. وقد أظهرت العديد من الدراسات والتقارير العلمية هذه النتائج الإيجابية للاستخدام المستمر لمضخات الأنسولين، مما يدعم فعالية هذه التقنية في تحسين رعاية المرضى المصابين بالسكري.
بالإضافة إلى ذلك، تتطور تقنيات مضخات الأنسولين بشكل مستمر، حيث تُضاف تقنيات جديدة للمضخات سنويًا للمساعدة في تحقيق تحكم أفضل بالسكري. وتم تطوير نظام مضخات الأنسولين المستمرة مع نظام مراقبة الجلوكوز المستمرة الحديثة "Continuous Glucose Monitoring (CGM)" لمساعدة المرضى على الحصول على تحكم أفضل بمستويات السكر في الدم وتقليل الهبوط السكري. ويتم توصيل CGM بالمضخات الذكية الأحدث لتعطي معلومات مستمرة عن مستويات السكر في الدم وتحسين التحكم بالسكر في الدم.
ومع ذلك، يمكن أن يكون استخدام تكنولوجيا المضخات الأنسولين المستمرة مرهقًا ومكلفًا لبعض المرضى. وتحتاج هذه التقنية إلى تعليم مرضى السكري كيفية استخدام المضخة بشكل صحيح، بالإضافة إلى التعامل مع المضخة وإجراءات الصيانة والتنظيف اللازمة.
وبشكل عام، يجب على المرضى استشارة الطبيب المختص بأي استفسارات أو مخاوف لديهم، وتعريفهم بالمزايا والعيوب المحتملة لاستخدام تقنية المضخات الأنسولين المستمرة. يمكن للطبيب أيضًا مساعدة المرضى في اختيار النظام المناسب لهم، وتقديم الدعم اللازم للمرضى أثناء فترة التحول إلى استخدام المضخات الأنسولين .